فصل: قال الماوردي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الماوردي:

قوله عز وجل: {وأوحى ربك إلى النحل}.
فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أن الوحي إليها هو إلهامًا، قاله ابن عباس ومجاهد.
الثاني: يعني أنه سخرها، حكاه ابن قتيبة.
الثالث: أنه جعل ذلك في غرائزها بما يخفى مثله على غيرها، قاله الحسن.
{أن اتخذي من الجبال بيوتًا ومن الشجر ومما يعرشُون} فذكر بيوتها لما ألهمها وأودعه في غرائزها من صحة القسمة وحسن المنعة.
{ومما يعرشون} فيه تأويلان:
أحدهما: أنه الكرم، قاله ابن زيد.
الثاني: ما يبنون، قاله أبو جعفر الطبري.
{ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك} أي طرق ربك.
{ذللًا} فيه أربعة أوجه: أحدها: مذللة، قاله أبو جعفر الطبري.
الثاني: مطيعة، قاله قتادة.
الثالث: أي لا يتوعر عليها مكان تسلكه، قاله مجاهد.
الرابع: أن الذلل من صفات النحل وأنها تنقاد وتذهب حيث شاء صاحبها لأنها تتبع أصحابها حيث ذهبوا، قاله ابن زيد.
{يخرج من بطونها شرابٌ} يعني العسل.
{مختلف ألوانُهُ} لاختلاف أغذيتها. {فيه شفاء للناس} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أن ذلك عائد إلى القرآن، وأن في القرآن شفاء للناس أي بيانًا للناس، قاله مجاهد.
الثاني: أن ذلك عائد إلى الاعتبار بها أن فيه هدى للناس، قاله الضحاك.
الثالث: أن ذلك عائد إلى العسل، وأن في العسل شفاء للناس، قاله ابن مسعود وقتادة. روى قتادة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أن أخاه اشتكى بطنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اذهب فاسق أخاك عسلًا ثم جاء فقال: ما زاده إلا شدة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اذهب فاسق أخاك عسلًا ثم جاء فقال له: ما زاده إلا شدة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اذهب فاسق أخاك عسلًا، صدق الله وكذب بطن أخيك، فسقاه فكأنه نشط من عِقال».
قوله عز وجل: {ومنكم من يرد إلى أرذل العُمرِ} فيه أربعة أقاويل:
أحدها: أوضعه وأنقصه، قاله الجمهور.
الثاني: أنه الهرم، قاله الكلبي.
الثالث: ثمانون سنة، حكاه قطرب.
الرابع: خمس وسبعون سنة، قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه. {لكيلا يعلم بعد عِلْمٍ شيئًا} يعني أنه يعود جاهلًا لا يعلم شيئًا كما كان في حال صغره.
أو لأنه قد نسي ما كان يعلم، ولا يستفيد ما لا يعلم.
ويحتمل وجهًا ثالثًا: أن يكون معناه لكي لا يعمل بعد علم شيئًا، فعبر عن العمل بالعلم لافتقاره إليه، لأن تأثير الكبر في عمله أبلغ من تأثيره في علمه. اهـ.

.قال ابن عطية:

قوله تعالى: {وأوحى ربك إلى النحل} الآية، الوحي في كلام العرب إلقاء المعنى من الموحي إلى الموحى إليه في خفاء، فمنه الوحي إلى الأنبياء برسالة الملك، ومنه وحي الرؤيا، ومنه وحي الإلهام، وهو الذي في آياتنا هذه باتفاق من المتأولين، والوحي أيضًا بمعنى الأمر، كما قال تعالى: {بأن ربك أوحى لها} [الزلزلة: 5]، وقرأ يحيى بن وثاب {إلى النّحَل} بفتح الحاء و{أن} في قوله: {أن اتخذي} مفسرة، وقد جعل الله بيوت النحل في هذه الثلاثة الأنواع، إما في الجبال وكُواها، وإما في متجوف الأشجار، وإما فيما يعرش ابن آدم من الأجباح والحيطان ونحوها، وعرش معناه هيأ، وأكثر ما يستعمل فيما يكون من إتقان الأغصان والخشب وترتيب ظلالها، ومنه العريش الذي صيغ لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، ومن هذا هي لفظة العريش، ويقال عرش يعرِش بكسر الراء وضمها، وقرئ بهما، قرأ ابن عامر بالضم وسائرهم بالكسر، واختلف عن عاصم، وجمهور الناس على كسر، وقرأ بالضم أبو عبد الرحمن وعبيد بن نضلة، وقال ابن زيد في قوله: {يعرشون} قال الكروم، وقال الطبري {ومما يعرشون} يعني ما يبنون من السقوف.
قال القاضي أبو محمد: وهذا منهما تفسير غير متقن، وقوله تعالى: {ثم كلي من كل الثمرات} الآية، المعنى ثم ألهمها أن كلي، فعطف {كلي} على {اتخذي}، و{من} للتبعيض، أي كلي جزءًا أو شيئًا من كل الثمرات، وذلك أنها إنما تأكل النوار من أشجار، والسبل الطرق وهي مسالكها في الطيران وغيرها، وأضافها إلى الرب من حيث هي ملكه وخلقه التي يسر لك ربك، وقوله: {ذللًا} يحتمل أن يكون حالًا من {النخل}، أي مطيعة منقادة لما يسرت له، قاله قتادة، وقال ابن زيد: فهم يخرجون بالنحل ينتجعون وهي تتبعهم، وقرأ: {أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعامًا فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون} [يس: 71-72]، ويحتمل أن يكون حالًا من السبل أي مسهلة مستقيمة، قال مجاهد: لا يتوعر عليها سبيل تسلكه، ثم ذكر تعالى على جهة تعديد النعمة والتنبيه على العبرة أمر العسل في قوله: {يخرج من بطونها}، وجمهور الناس على أن العسل يخرج من أفواه النحل، وورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال في تحقير الدنيا: أشرف لباس ابن آدم فيها لعاب دودة، وأشرف شرابه رجيع نحلة، فظاهر هذا أنه من غير الفم، واختلاف الألوان في العسل بحسب اختلاف النحل والمراعي وقد يختلف طعمه بحسب اختلاف المراعي، ومن هذا المعنى قول زينب للنبي صلى الله عليه وسلم: جرست نحْلُهُ العرفطَ حين شبهت رائحته برائحة المغافير، وقوله: {فيه شفاء للناس} الضمير للعسل، قاله الجمهور: ولا يقتضي العموم في كل على وفي كل إنسان، بل هو خبر عن أنه يشفي كما يشفي غيره من الأدوية في بعض دون بعض وعلى حال دون حال، ففائدة الآية إخبار منبه منه في أنه دواء كما كثر الشفاء به وصار خليطًا ومعينًا للأدوية في الأشربة والمعاجين، وقد روي عن ابن عمر أنه كان لا يشكو شيئًا إلا تداوى بالعسل، حتى إنه يدهن به الدمل والضرحة ويقرأ: {فيه شفاء للناس}.
قال القاضي أبو محمد: وهذا يقتضي أنه يرى الشفاء به على العموم، وقال مجاهد: الضمير للقرآن، أي فيه شفاء، وذهب قوم من أهل الجهالة إلى أن هذه الآية إنما يراد بها أهل البيت ورجال بني هاشم، وأنهم النحل، وأن الشراب القرآن والحكمة، وقد ذكر بعضهم هذا في مجلس المنصور أبي جعفر العباسي: فقال له رَجل ممن حضر: جعل الله طعامك وشرابك مما يخرج من بطون بني هاشم، فأضحك الحاضرين، وبُهت الآخر، وظهرت سخافة قوله، وباقي الآية بين.
{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ} هذا تنبيه على الاعتبار في إيجادنا بعد العدم وإماتتنا بعد ذلك، ثم اعترض بمن ينكث من الناس لأنهم موضع عبرة، و{أرذل العمر} آخرُه الذي تفسد فيه الحواس ويخْتل النطق، وخص ذلك بالرذيلة وإن كانت حال الطفولية كذلك، من حيث كانت هذه لأرجاء معها، والطفولية إنما هي بدأة والرجاء معها متمكن، وقال بعض الناس: أول أرذل العمر خمسة وسبعون سنة روي ذلك عن علي رضي الله عنه.
قال القاضي أبو محمد: وهذا في الأغلب، وهذا لا ينحصر إلى مدة معينة وإنما هو بحسب إنسان إنسان، والمعْنى، منكم من يرد إلى أرذل عمره ورب من يكون ابن خمسين سنة وهو في أرذل عمره، ورب ابن مائة وتسعين ليس في أرذل عمره، واللام في {لكي} يشبه أن يكون لام صيرورة، وليس ببين، والمعنى ليصير أمره بعد العلم بالأشياء إلى أن لا يعلم شيئًا، وهذه عبارة عن قلة علمه لا أنه لا يعلم شيئًا البتة، ولم تحل {لا} بين كي ومعمولها لتصرفها، وأنها قد تكون زائدة ثم قرر تعالى علمه وقدرته التي لا تتبدل ولا تحملها الحوادث ولا تتغير. اهـ.

.قال القرطبي:

{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)}.
فيه ثلاث مسائل:
الأولى قوله تعالى: {وأوحى رَبُّكَ إلى النحل} قد مضى القول في الوَحْي وأنه قد يكون بمعنى الإلهام، وهو ما يخلقه الله تعالى في القلب ابتداء من غير سبب ظاهر، وهو من قوله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَافَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس: 7-8].
ومن ذلك البهائم وما يخلق الله سبحانه فيها من درك منافعها واجتناب مضارها وتدبير معاشها.
وقد أخبر عز وجل بذلك عن الموات فقال: {تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} {بِأَنَّ رَبَّكَ أوحى لَهَا}.
قال إبراهيم الحَرْبيّ: لله عز وجل في الموت قدرة لم يُدْرَ ما هي، لم يأتها رسول من عند الله ولكن الله تعالى عرّفها ذلك؛ أي ألهمها.
ولا خلاف بين المتأولين أن الوحي هنا بمعنى الإلهام.
وقرأ يحيى بن وَثّاب {إلى النَّحَلِ} بفتح الحاء.
وسُمِّيَ نحلًا لأن الله عز وجل نحله العسل الذي يخرج منه؛ قاله الزجاج.
الجوهريّ: والنحل والنحلة الدّبْر يقع على الذكر والأنثى، حتى يقال: يَعْسُوب.
والنحل يؤنث في لغة أهل الحجاز، وكل جمع ليس بينه وبين واحده إلا الهاء.
وروي من حديث أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الذِّبان كلّها في النار يجعلها عذابًا لأهل النار إلا النحل» ذكره الترمذيّ الحكيم في نوادر الأصول.
وروي عن ابن عباس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النملة والنحلة والهُدْهُد والصُّرَد، خرّجه أبو داود أيضًا، وسيأتي في النمل إن شاء الله تعالى.
الثانية قوله تعالى: {أَنِ اتخذي مِنَ الجبال بُيُوتًا وَمِنَ الشجر} هذا إذا لم يكن لها مليك.
{وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} جعل الله بيوت النحل في هذه الثلاثة الأنواع، إما في الجبال وكِوَاها، وإما في متجوّف الأشجار، وإما فيما يعرِش ابن آدم من الأجباح والخلايا والحيطان وغيرها.
وعرَش معناه هنا هيّأ، وأكثر ما يستعمل فيما يكون من إتقان الأغصان والخشب وترتيب ظلالها؛ ومنه العريش الذي صنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، ومن هذا لفظة العرش.
يقال: عرش يَعْرِش ويعرُش بكسر الراء وضمها، وقرئ بهما.
قرأ ابن عامر بالضم وسائرهم بالكسر، واختلف في ذلك عن عاصم.
الثالثة قال ابن العربيّ: ومن عجيب ما خلق الله في النحل أن ألهمها لاتخاذ بيوتها مسدّسة، فبذلك اتصلت حتى صارت كالقطعة الواحدة، وذلك أن الأشكال من المثلّث إلى المعشر إذا جُمع كلّ واحد منها إلى أمثاله لم يتصل وجاءت بينهما فُرج، إلا الشكل المسدّس؛ فإنه إذا جمع إلى أمثاله اتصل كأنه كالقطعة الواحدة.
قوله تعالى: {ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثمرات}.
وذلك أنها إنما تأكل النوّار من الأشجار.
{فاسلكي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا} أي طرق ربك.
والسّبل: الطرق، وأضافها إليه لأنه خالقها.
أي ادخلي طرق ربك لطلب الرزق في الجبال وخلال الشجر.
{ذُلُلًا} جمع ذلول وهو المنقاد؛ أي مطيعة مسخرة.
ف {ذللًا} حال من النحل.
أي تنقاد وتذهب حيث شاء صاحبها؛ لأنها تتبع أصحابها حيث ذهبوا؛ قاله ابن زيد.
وقيل: المراد بقوله: {ذُلُلًا} السبل.
واليَعْسُوب سيد النحل، إذا وقف وقفت وإذا سار سارت.
قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ} فيه تسع مسائل:
الأولى قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا} رجع الخطاب إلى الخبر على جهة تعديد النعمة والتنبيه على العبرة فقال: {يخرج من بطونها شراب} يعني العسل.
وجمهور الناس على أن العسل يخرج من أفواه النحل؛ وورد عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال في تحقيره للدنيا: أشرف لباس ابن آدم فيها لعابُ دودة، وأشرب شرابه رَجِيعُ نحلة.
فظاهر هذا أنه من غير الفم.
وبالجملة فإنه يخرج ولا يدرى من فيها أو أسفلها، ولكن لا يتم صلاحه إلا بحَمْى أنفاسها.
وقد صنع أرسطاطاليس بيتًا من زجاج لينظر إلى كيفية ما تصنع، فأبت أن تعمل حتى لطخت باطن الزجاج بالطين؛ ذكره الغزنوي.
وقال: {مِن بطونِها} لأن استحالة الأطعمة لا تكون إلا في البطن.
الثانية قوله تعالى: {مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} يريد أنواعه من الأحمر والأبيض والأصفر والجامد والسائل، والأم واحدة والأولاد مختلفون دليل على أن القدرة نوّعته بحسب تنويع الغذاء، كما يختلف طعمه بحسب اختلاف المراعي؛ ومن هذا المعنى قول زينب للنبيّ صلى الله عليه وسلم: «جَرَسَتْ نحلُه العُرْفُطَ» حين شبهت رائحته برائحة المغافير.
الثالثة قوله تعالى: {فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ} الضمير للعسل؛ قاله الجمهور.
أي في العسل شفاء للناس.
وروي عن ابن عباس والحسن ومجاهد والضحاك والفراء وابن كَيْسان: الضمير للقرآن؛ أي في القرآن شفاء.
النحاس: وهذا قول حسن؛ أو فيما قصصنا عليكم من الآيات والبراهين شفاء للناس.
وقيل: العسل فيه شفاء، وهذا القول بيّن أيضًا؛ لأن أكثر الأشربة والمعجونات التي يتعالج بها أصلها من العسل.
قال القاضي أبو بكر بن العربيّ: من قال إنه القرآن بعيد ما أراه يصحّ عنهم، ولو صح نقلًا لم يصح عقلًا؛ فإن مساق الكلام كلّه للعسل، ليس للقرآن فيه ذكر.
قال ابن عطية: وذهب قوم من أهل الجهالة إلى أن هذه الآية يراد بها أهل البيت وبنو هاشم، وأنهم النحل، وأن الشراب القرآن والحكمة، وقد ذكر هذا بعضهم في مجلس المنصور أبي جعفر العباسيّ، فقال له رجل ممن حضر: جعل الله طعامك وشرابك مما يخرج من بطون بني هاشم، فأضحك الحاضرين وبُهِت الآخر وظهرت سخافة قوله.
الرابعة اختلف العلماء في قوله تعالى: {فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ} هل هو على عمومه أم لا؛ فقالت طائفة: هو على العموم في كل حال ولكل أحد، فروي عن ابن عمر أنه كان لا يشكو قرحة ولا شيئًا إلا جعل عليه عسلًا، حتى الدُّمَّل إذا خرج عليه طَلى عليه عسلًا.
وحكى النقاش عن أبي وَجْرة أنه كان يكتحل بالعسل ويستمشي بالعسل ويتداوى بالعسل.
وروي أن عوف بن مالك الأشجعي مرض فقيل له: ألا نعالجك؟ فقال: ائتوني بالماء، فإن الله تعالى يقول: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السماء مَاء مُّبَارَكًا} ثم قال: ائتوني بعسل، فإن الله تعالى يقول: {فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ} وائتوني بزيت، فإن الله تعالى يقول: {مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ} فجاءوه بذلك كله فخلطه جميعًا ثم شربه فبرىء.
ومنهم من قال: إنه على العموم إذا خلط بالخل ويطبخ فيأتي شرابًا ينتفع به في كل حالة من كل داء.